للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول إمام الحرمين الجويني: "الكلام هو القول القائم بالنفس"١.

وكذلك قال الجرجاني في شرح المواقف، وهو صريح مذهب الأشاعرة عموماً٢.

ومما استدل به هؤلاء لهذا الرأي قول الأخطل:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً

قال الآمدي بعد إيراده لهذا البيت: "وهذا الإطلاق والاشتهار دليل على صحة إطلاق الكلام على ما في النفس"٣.

وإذاً فالبيهقي - رحمه الله تعالى - في قوله بأن الكلام النفسي يوافق الأشاعرة، ويخالف السلف، إذ إن مذهب السلف في هذه المسألة يختلف اختلافاً كبيراً عن رأي هؤلاء لأن حقيقة كلام الله تعالى عندهم أنه ما يسمع منه أو من المبلّغ عنه، فإذا سمعه السامع علمه وحفظه٤.

يقول الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله -: "فالله المتكلم أولاً وآخراً، لم يزل له الكلام، إذ لا متكلم غيره، ولا يزال له الكلام إذ لا يبقى متكلم غيره، فيقول: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} ٥ أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ وكيف يعجز عن الكلام من علم العباد الكلام، وأنطق الأنام؟


١ الإرشاد للجويني ص: ١٠٤.
٢ انظر: الموافقة بشرح الجراجاني (قسم الإلهيّات) تحقيق الدكتور أحمد المهدي، ص: ١٥٠، وكتاب الأربعين في أصول الدين للغزالي، ص: ١٤.
٣ غاية المرام في علم الكلام للآمدي، ص: ٩٧.
٤ شرح الطحاوية ص: ١٣٢.
٥ سورة غافر آية: ١٦.

<<  <   >  >>