للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم يؤكد البيهقي صحة كلام الخطابي هذا بأثر أسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "إن اليهود والنصارى وصفوا الربّ عز وجل، فأنزل الله عز وجل على نبيّه صلى الله عليه وسلم: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ثم بين للناس عظمته فقال: {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} فجعل وصفهم ذلك شركاً.

قال البيهقي: "هذا الأثر عن ابن عباس إن صح، يؤكد ما قاله أبو سليمان - رحمه الله"١.

ومن هذا، تبيّن لنا أن البيهقي يعتمد في إنكاره لما جاء في الحديث على أمور:

١ - أن ذكر الأصابع في الحديث من قول اليهودي.

٢ - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بما يدل على تصديق الخبر.

٣ - دلالة هذين الأمرين على أن إثبات الأصابع من عقيدة اليهود وليس من عقيدة المسلمين.

٤ - إن كثيراً مما ورد في كتب اليهود صريح في التشبيه، والتشبيه ليس من عقائد المسلمين.

٥ - إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى في حديث آخر عن تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم، وأولى بأن يكون أول من يطبق ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أحد المواقف المقتضية لذلك.

٦ - إن ما ورد في بعض روايات الحديث من قول بعض الرواة عن ضحك النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان تصديقاً لقول الخبر، إنما هو ظن وحسبان.


١ الأسماء والصفات ص: ٣٣٩.

<<  <   >  >>