للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك مما جاء في إثبات هذه الصفات، وقد أورده البيهقي١.

حيث ذهب البيهقي - رحمه الله - إلى تأويل المحبة بمعنى المدح والإكرام، والبغض والكراهية بالذم والإهانة.

وقد أشار إلى أن أبا الحسن الأشعري قد أرجع جميع هذه الصفات إلى معنى الإرادة.

يقول - رحمه الله -: "المحبة والبغض والكراهية عند بعض أصحابنا من صفات الفعل، فالمحبة عنده بمعنى المدح له بإكرام مكتسبه والبغضة والكراهية بمعنى الذمّ له بإهانة ما اكتسبه... وهما عند أبي الحسن يرجعان إلى إرادته إكرامهم وتوفيقهم، وبغضه غيرهم أو من ذمّ فعله إلى إرادته إهانتهم وخذلانهم، ومحبّته الخصال المحمودة يرجع إلى إرادته إكرامه ما اكتسبتها، وبغضه الخصال المذمومة يرجع إلى إرادته إهانة ما اكتسبها"٢.

ولا شكّ أن رأي البيهقي هو الأول الذي قال به جمهور الأشاعرة بدليل جعله هذه الصفات تحت نوع الصفات الفعلية، وإنما غرضه من ذكر رأي أبي الحسن الأشعري بيان الجانب الآخر الذي ذهب إليه شيخ المذهب الذي ينتسب إليه الأشاعرة وهو بهذا يوافق متأخري أصحابه من الأشاعرة، وعلى رأسهم شيخه أبو بكر بن فورك رحمه الله٣.


١ انظر: الأسماء والصفات ص: ٤٩٨-٥٠١.
٢ الأسماء والصفات ص: ٥٠٢.
٣ انظر: مشكل الحديث ص: ١٦٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>