للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صنعها واتخاذها وخلاصة القول في هذا الشأن مذهبان:

المذهب الأول: يرى جواز بيع لعب الأطفال، وهو منصوص مذهب المالكية وما خُرج عند الحنفية والشافعية على حكم صناعتها واتخاذها حيث جوزوا ذلك.

المذهب الثاني: يرى منع بيع لعب الأطفال إلا إذا كانت اللعبة على هيئة صورة مقطوعة الرأس، أو لم تكن صورة أصلاً، وهذا ما ذهب إليه الحنابلة تخريجاًَ على قولهم بشأن صناعة واتخاذ مثل هذه اللعب للأطفال، حيث اعتبروا هذا القيد هناك.

الأدلة: استدل أصحاب المذهب الأول بما يأتي:

١- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها١ ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة، لعب، فقال:"ما هذا يا عائشة؟ " قالت: بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع فقال: "ما هذا الذي أرى وسطهن؟ " قالت: فرس قال: "ما هذا الذي عليه؟ " قالت: جناحان قال: "فرس له جناحان؟ " قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأ يت نواجذه٢"٣.

٢- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن٤ منه فُيسرّ بهن٥ إلى فيلعبن معي"٦.


١ السهوة: هي بيت صغير منحدر في الأرض قليلاًً شبيه بالمخدع والخزانة وقيل هي كالصُفة التي تكون بين يدي البيت، وقيل بل السهوة ما يكون شبيهاً بالرف أو الطاق الذي يوضع فيه الشيء راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٢/٣٨٦ مادة سها.
٢ النواجذ: من الأسنان الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك، والمشهور أنها تطلق على أقصى الأسنان والمراد هنا الأسنان التي في مقدمة الفم لأنه لم يكن يبلغ به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٥/١٧. مادة نجذ.
٣ أخرجه أبو داود برقم ٤٩٣٢، والبيهقي في السنن ١٠/٢٩.
٤ انقمعن أو ينقمعن معناه: تغيبن ودخلن في بيت أو من وراء ستر وأصله القِمَع الذي على رأس الثمرة أي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قِمَعها. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٤/٩٥.
٥ فيسر بهن: أي يرسلن إليها يلعبن معها يقال: سرب، إذا أرسل. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٢/٣٢١ مادة سرب.
٦ أخرجه البخاري برقم ٥٧٧٩، ومسلم برقم ٢٤٤٠.

<<  <   >  >>