الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
أي: الأمر الثاني الذي يبنى عليه الدين هو الإنذار؛ أي: والتحذير الشديد، والنهي الأكيد، والوعيد الشديد.
عن الشرك في عبادة الله تعالى؛ لأن الشرك أعظم ذنب عصي الله به.
والشرك: النصيب، ومنه الحديث المتفق عليه:"من أعتق شركًا له في عبد"؛ أي: نصيبًا، وشاركته: إذا صرت شريكه، وقد أشرك بالله فهو مشرك: إذا جعل له شريكًا والعياذ بالله.
وتعريف الشرك الشامل: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
وله أقسام وأنواع يأتي الكلام عليها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
وأول آية أرسل بها النبي صلي الله عليه وسلم، وأول أمر طرق سمعه بالإنذار عن الشرك:
قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ}[المدثر: ١-٢] ؛ أي: عن الشرك بالله تعالى، فدَّل على أن النهي عن الشرك أعظم شيء نهي عنه، وأول ذنب