للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدلالهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عند قضاء الحاجة من استقبال الشمس والقمر واستدبارهما يرد عليه من ثلاثة وجوه:

الوجه الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه ذلك في كلمة واحدة، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مرسل ولا متصل ولا منقطع، وليس لهذه المسألة أصل في الشرع يتعلق به ذنب أو أجر، وكأن هؤلاء –والله أعلم- لما رأوا بعض الفقهاء قالوا في كتبهم في آداب التخلي: (ولا تستقبل الشمس والقمر) ظن أنهم إنما قالوا ذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه فاحتجوا به١.

الوجه الثاني: ما لهذا ولأحكام النجوم، فإن كان هذا دالاًّ على دعواهم من تأثير الكواكب في العالم السفلي فدلالة النهي عن استقبال القبلة على هذا التأثير أول وأقوى، مما يقتضي أن يكون عدم استقبال القبلة له تأثير في العالم السفلي٢.

الوجه الثالث: أن في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه المتفق عليه دلالة على جواز استقبال الشمس والقمر وردًّا على قول هؤلاء وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره شرقوا أو غربوا" ٣. فالحديث صريح فيه جواز استقبال القمرين واستدبارهما إذ لا بد أن يكونا في الشرق أو الغرب غالباً٤.


١ "مفتاح دار السعادة": (٢/٢٠٥-٢٠٦) .
٢ المصدر نفسه.
٣ أخرجه البخاري: (١/٨٠) ، كتاب الوضوء، ومسلم: (١/١٥٤) ، كتاب الطهارة.
٤ "سبل السلام": (١/١٢٦) .

<<  <   >  >>