للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: حكم التنجيم]

[المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم]

...

[المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم]

فيما تقدم من الكلام ذكرنا أن علم أحكام النجوم ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: اعتقاد أن هذه الكواكب تدبر هذا الكون، ومنها يصدر الخير والشر والسعادة والنحوسة.

القسم الثاني: اعتقاد أن الخالق والمدبر هو الله، وقد جعل الله هذه الكواكب علامات ودلالات على الحوادث الأرضية.

أما القسم الأول: وهو نسبة الاختراع والتدبير إلى الكواكب دون الله أو مع الله فهذا كفر، يقتل صاحبه مرتداً بالإجماع١. فمن اعتقد هذا الاعتقاد فقد نحا نحو الصابئة: عبدة الكواكب. الذي بعث فيهم إبراهيم عليه السلام، وصار على عقيدتهم وارتد عن الإسلام –والعياذ بالله-.

وهل يستتاب من فعل ذلك؟

ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستتاب ثلاثاً قبل قتله٢.

وفضل ابن رشد٣ الجد في ذلك فقال: (إذا كان المنجم يزعم أن


١ انظر: "البيان والتحصيل": (١٧/٤٠٧) ، و"الفصل في الملل والأهواء والنحل": (٥/١٤٨) ، و"الفروق": (٤/٢٥٩) ، و"مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٣٠) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/١٦٦) .
٢ انظر: "الكافي" لابن عبد البر: (٥٨٤) ، و"روضة الطالبين": (١٠/٧٦) .
٣ هو محمد بن أحمد بن رشد القاضي، أبو الوليد الأندلسي المالكي القرطبي، توفي سنة عشرين وخمسمائة.
انظر: "سير أعلام النبلاء": (١٩/٥٠١) ، و"هدية العارفين": (٢/٨٥) .

<<  <   >  >>