للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين]

أقر الرافضة بالتنجيم وبتأثير الكواكب في هذا الكون بالسعود والنحوس والموت والحياة، ونحو ذلك، إلا أنهم أرادوا أن يصبغوا معتقدهم هذا بصيغة إسلامية أشد من صبغة الفلاسفة، وينمقوه أكثر من تنسيق الفلاسفة. فقالوا: إن النجوم مؤثرة في هذا الكون، إلا أن تأثيراتها بفعل الله تعالى، وأنها علامات على حوادث عالم الكون والفساد، إلا أن هذه العلامات ليست لازمة، إذ قد يغير الله تلك العادة لما يراه من المصلحة١، وهذا مبني على عقيدتهم الفاسدة التي يصفون الله فيها بالبداء٢ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وحتى لا يلزموا بظهور الكذب في أكثر الحوادث التي يخبر بها المنجمون، فإن سئلوا عن ذلك قالوا: بدا الله أن يغير هذه العلامة في هذا الموضع.

وخصصت الكلام في هذا المبحث عن دور الرافضة في نشر التنجيم، دون دور غيرهم ممن ينتسب إلى الإسلام، لأن الرافضة أكثر الطوائف كلاماً في التنجيم، وأعظمها أثراً في زرع هذه الصناعة ونشرها، ويتضح هذا الأمر من أربعة أوجه:


١ انظر: "فرج المهموم": ص٢٧٢-٧٤.
٢ انظر: "الأصول من الكافي": (١/١١٣) ، و"أوائل المقالات": ص٩١.
ومعنى البداء: أن الله يريد أن يفعل الشيء في وقت من الأوقات، فيبدو له تركه.
انظر: "مقالات الإسلاميين": ص٣٩. وهذا الاعتقاد لا يجوز للمسلم اعتقاده إذ أنه ينافي الاعتقاد بعلم الله بما كان وبما يكون وبما سيكون.

<<  <   >  >>