للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذي يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخير بعض أهل السماوات بعضاً حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون به، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون١ فيه ويزيدون" ٢.

وجعلوا انقضاض شيء من البروج الاثني عشر دالاًّ على ذهاب الدنيا٣. ولم يخف عليهم الخط على الرمل بل كان يتخذها رجال منهم صناعة لهم، ويرجع إليهم في معرفة الأمور مستقبلاً غالباً، كما ذكر هذا معاوية ابن الحكم السلمي٤ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالاً يأتون الكهان. قال: "فلا تأتهم قال: ومنا رجال يتطيرون قال: "ذلك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم". قال: قلت: ومنا رجال يخطون. قال: "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك"٥

ولم يقتصر الحال على نسبة التأثير لهذه الكواكب، بل تعدى إلى عبادة


١ معناه يخلطون فيه الكذب، وهو بمعنى يقذفون. "شرح النووي": (١٤/٢٢٧) .
٢ أخلاجه مسلم: (٧/٣٦-٣٧) ، كتاب السلام.
٣ انظر: "تفسير القرطبي": (١٧/٨٢-٨٣) ، و"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": (٨/٤٣٤) .
٤ صحابي، كان يسكن بني سليم وينزل المدينة. "أسد الغابة": (٥/٢٠٧) ، و"الإصابة": (٣/٤٣٢) .
٥ أخرجه مسلم: (٢/٧٠) ، كتاب الصلاة.

<<  <   >  >>