للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر، والمقصود بها الشعرى العبور، وأصحاب الصور يرسمونها في السرطان، وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها، ويعتقد تأثيرها في العالم قال الشاعر:

مضى أيول وارتفع الحرور

وأخبت نارها الشعرى العبور١

وطائفة من قبيلة تميم عبدوا (الدبران) من النجوم، كما عبد بعض طيء الثريا، وهي عدة كواكب مجتمعة، وبعض قبائل ربيعة عبدوا (المرزم) ، والمرزمان نجمان من الشعريين، والرزم بمعنى الجمع، ورزم الشتاء رزمة: برد، وبه سمي نوء المرزم٢.

وعبدت كنانة القمر٣، وزعموا أنه يستحق التعظيم والعبادة، وإليه تدبير العالم السفلي، ومن شريعة عبادتهم أنهم اتخذوا له صنماً على شكل عجل، وبيد الصنم جوهرة، يعبدونه ويسجدون له، ويصومون له أياماً معلومة من كل شهر، ثم يأتون إليه بالطعام الشراب والفرح والسرور٤.


١ انظر: "تفسير القرطبي": (١٧/١١٩) .
٢ انظر: "بلوغ الأرب": (٢/٢٣٩) .
٣ المصدر السابق نفسه: (٢/٢٤٠) .
٤ المصدر نفسه: (٢/٢١٦) .

<<  <   >  >>