للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرات يحادثة ويعرفه أحوال الفلاسفة، وأمر الهندسة والنجوم، وغير ذلك، حتى شغف به المعتضد، وأعجب به كثيراً، ولما تولى الخلافة أقطعه ضياعاً، وقربه إليه، وأدخله في جملة من المنجمين١، وكانت تغلب عليه الفلسفة، وألف كتباً كثيرة في فنون من العلم كالمنطق والحساب، والهندسة، والتنجيم، والهيئة، وهو الذي أدخل رئاسة الصابئة إلى العراق، فثبتت أحوالهم، وعلت مراتبهم، وبرعوا، وبلغ ثابت بن قرة هذا مع المعتضد٢ أجل المراتب وأعلى المنازل، حتى كان يجلس بحضرته في كل وقت، ويحادثه طويلاً، ويضاحكه، ويقبل عليه دون وزرائه وخاصته، وله كتاب في طبائع الكواكب، وتأثيراتها، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين٣.


١ انظر: "عيون الأنباء": ص٢٩٥.
وذكر ابن النديم وابن أبي أصيبعة في موضع آخر وابن القفطي: (أن محمد بن موسى ابن شاكر استصحبه لما انصرف من بلد الروم، وهو الذي وصله بالمعتضد، وأدخله في جملة المنجمين) . انظر: "الفهرست" لابن النديم: ص٣٨٠، و"عيون الأنباء": ص٢٩٥، و"تاريخ الحكماء": ص١١٦.
قلت: وهذا خطأ إذ أن محمد بن موسى توفي سنة تسع وخمسين ومائة كما ذكره ابن النديم: ص٣٧٩، و"المعتضد" لم يتول الخلافة إلا في سنة تسع وسبعين ومائتين. والله أعلم.
٢ هو أحمد بن محمد الموفق، الملقب بناصر الدين، أحد الخلفاء العباسيين، كان شجاعاً فاضلاً، حازماً، جريئاً، أقام شعار الخلافة بعد ضعفها، ورفع منارها. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. انظر: "سير أعلام النبلاء": ص٣٨٠، و"البداية والنهاية": (١١/٩٢) .
٣ انظر: "الفهرست" لابن النديم: ص٣٨٠، و"تاريخ الحكماء": ص١١٦.

<<  <   >  >>