للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونسبوا إلى جعفر الصادق رحمه الله كذباً كتاب الجفر١، وهو كتاب يبين حوادث الدنيا على وفق حروف أبي جاد، كما فسرها بذلك علماؤهم، قالوا: (أما الجفر الأكبر فإنه أشار إلى المصادر الوفقية التي هي من أ، ب، ت، ث،.. إلى آخرها وهي ألف وفق، وأما الجفر الأصغر فإنه أشار به إلى المصادر الوفقية التي هي مركبة من أبجد إلى قرشت، وهي سبعمائة وفق) ٢.

كما نسبوا هذا العلم إلى الأنبياء والأولياء، قال علي الحائري٣: (قال بعض العارفين: إن الحروف سر من أسرار الله تعالى، والعمل بها من أشرف العلوم المخزونة، وهو من العلم المكنون المخصوص به أهل القلوب الطاهرة من الأنبياء والأولياء.. ولا بد للشارع في علم الحروف من معرفة علم التصحيف، كتب علي بن أبي طالب عليه السلام: خراب البصرة بالريح، يعني بالزنج) ٤.

وجعلوا للأيام تأثيراً في قضاء الحوائج، وقسموها إلى سعود ونحوس كما هو الحال في الكواكب والبروج، وتقسيمهم هذه الأيام، وتحديد نوع الأثر لكل يوم على حسب حوادث وقعت قديماً غالباً، قد يصدق وقوع الحوادث في هذه الأيام المذكورة، وقد لا يصدق، مثال ذلك: ما ذكره


١ انظر: "مقدمة ابن خلدون": ص٣٣٤.
٢ انظر: "إلزام الناصب": (١/٢٣٥) .
٣ هو علي بن المرزا محمد رضا بن المرزا أبي الحسن بن المرزا محمد علي الجعفري اليزدي الحائري الكبير، توفي ستة ثلاثمائة وألف. انظر: "نقباء البشر": (٤/١٤٣٣-١٤٣٤) .
٤ "إلزام الناصب": (١/٢٣٦) .

<<  <   >  >>