للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنقول الأدلة من القرآن الدالة على انفراد الله بالخلق والتدبير، وقد سبق أن ذكرتها في المبحث الأول في التمهيد وهي أدلة أيضاً على فساد اعتقاد هؤلاء أن الأفلاك آلهةـ أو أن لها تصرفاً في هذا الكون. وأضيف إلى تلك الأدلة أدلة أخرى تدل على فساد هذا المعتقد نفسه وهي:

الآيات الدالة على أن الكواكب مسخرة مدبرة، تجري بمقدار معين، وعلى منهاج مقنن جعله الله لها لا تستطيع الخروج عنه، وأنها لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً، فضلاً عن أن تملك ذلك لغيرها، ومن كان هذا حاله يستحيل أن يكون إلهاً. أو أن يكون له تصرف في الكون.

قال الله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ١، وقال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} ٢، وقال:} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ٣، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} ٤،


١ سورة النحل، الآية: ١٢.
٢ سورة لقمان، الآية: ٢٩.
٣ سورة فاطر، الآية: ١٣. والقطمير: لفافة النواة. "تفسير البيضاوي": (ص٥٧٦) ، و"لسان العرب": (٥/١٠٨) .
٤ سورة الحج، الآية: ١٨.

<<  <   >  >>