للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الجهال الذين لا يعلمون: سار في الساعة التي أمره بها المنجم فظفر) . فما غزا رضي الله عنه غزوة بعد رسول الله أتم منها، حيث أنه لم ينجو من الخوارج إلا عدد قليل١.

٢- ما أجمع عليه المنجمون من خراب العالم في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بدعوى أن الكواكب الستة تجتمع فيه في الميزان، فيكون طوفان الريح في سائر البلدان، فارتعد جهلة الناس، وتأهبوا بحفر مغارات في الجبال، وأسراب في الأرض، خوفاً من ذلك، فلما كانت تلك الليلة التي أشاروا إليها لم ير ليلة مثلها في سكونها وركودها وهدوئها، فظر كذب المنجمين واستبانت حقيقة حالهم، حتى نظر الشعراء في تكذيب المنجمين، أشعاراً منها قصيدة مطلعها:

مزق التقويم والزيج فقد بان الخطأ إنما التقويم والزيج هباء وهوا٢

٣- ما زعمه المنجمون من أن المعتصم لا يفتح عمورية، وراسلته الروم بأنا نجد ذلك في كتبنا، أنه لا تفتح مدينتنا إلا في وقت إدراك التين والعنب، وبيننا وبين ذلك الوقت شهور يمنعك من المقام بها البرد والثلج، فأبى أن ينصرف، وأكب عليها ففتحها، فأبطل ما قالوا، فأنشأ أبو تمام٣ قصيدة يمدح المعتصم فيها، ويذكر حريق عمورية وفتحها، ويبين كذب المنجمين وفساد علمهم المزعوم فقال:


١ "تاريخ الطبري": (٦/٤٧) ، و "الكامل" لابن الأثير: (٣/٣٤٣) .
٢ انظر: "الكامل" لابن الأثير: (١١/٥٢٨) ، و"البداية والنهاية": (١٢/٣٤٠) .
٣ هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام، شاعر، أديب، استقدمه المعتصم إلى بغداد وقدمه على نظراته، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. "أخبار أبي تمام": ص٢٧٣، و"وفيات الأعيان": (٢/١١) .

<<  <   >  >>