للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما من مولود إلا ولد على ذلك، وما من ضال أو مشرك إلا وقد أضله الشيطان، وقد كانت البشرية في قرونها الأولى لا تعرف الشرك، بل كانوا على الحنيفية التي جبلهم الله عليها.

وبعد عدة قرون والناس على ذلك زين الشيطان لفريق منهم التعلق بالصالحين من الأموات، فعبدوهم من دون الله، فكان هذا أول شرك وقع في العالم.

فأرسل الله تعالى نوحاً عليه السلام ليعيد الناس إلى عقيدة التوحيد، ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

ثم توالت القرون بعد ذلك، وحدث في الناس شرك من نوع آخر وهو التعلق بالكواكب وعبادتها، واعتقاد النفع والضر فيها فأرسل الله سبحانه رسوله وخليله إبراهيم عليه السلام، فناظر أهل الشرك وأدحض حججهم، وبين بطلان عبادتهم، وسوء معتقدهم، فلما بهتوا وقامت الحجة عليهم لجأوا إلى الشدة والقوة، وألقوه في النار ظنًّا منهم أن ذلك هو طريق الخلاص منه. ولكن الله أنقذه منها، ورد كيدهم في نحورهم وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام، فأخرجوه من أرضهم، وتبرأوا من دعوته فانتقم الله من الطاغوت الذي وقف أما دعوة إبراهيم عليه السلام، فأهلكه الله وجعله من الصاغرين.

وهكذا دواليك لا تكاد تبعد أمة من الأمم عن عهد نبيها إلا وتراهم يسقطون فريسة لحبائل الشيطان المنصوبة، فيتبعونه ويستمعون إلى غوايته، ويتخذونه وليًّا من دون الله تعالى، وساء وليًّا.

ولا يقع الناس في شيء من ذلك إلا أرسل الله إليهم رسلاً ينبذون الشرك ويقطعون أسبابه، ويدعون الناس إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة،

<<  <   >  >>