للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} ١، {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ٢.

وإذا كان الله هو خالق السموات والأرض وما فيهن، فأي شيء خلق الذين من دونه مما يعبد المشركون من الأصنام والأنداد٣؟ قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ٤. وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ٥.

فإذا كانت الآلهة الباطلة لم تستقل بخلق شيء من الأرض، ولم يكن لهم شرك في السموات، لا في الخلق ولا في الملك والتصرف دل ذلك على أن الله هو المتفرد بالخلق والتدبير٦.

بل إن هذه الآلهة الباطلة لا يقتصر عجزها على الخلق والتدبير، بل هي أعجز من ذلك بكثير، فهي لا تستطيع أن تستنقذ ما سلبها


١ سورة الفرقان، الآية: ٣.
٢ سورة الرعد، الآية: ١٦.
٣ انظر: "تفسير الطبري": (٢١/٦٦) ، و "تفسير ابن كثير": (٣/٤٤٢) .
٤ سورة لقمان، الآية: ١١.
٥ سورة الأحقاف، الآية: ٤.
٦ انظر: "تفسير ابن كثير": (٤/١٥٣) .

<<  <   >  >>