للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما لونه من الكواكب شبيهاً بلون الدم مثل المريخ دليلاً على القتال وإراقة الدماء لوجب أن يكون كل ما لونه أحمر من الأجسام السفلية أيضاً دليلاً على ذلك، إذ هي أقرب منها، ولو وجب أن يكون كل ما حركته سريعة أو بطيئة من الكواكب دلائل على التباطئ والتسارع في الحوائج لوجب أن يكون كل بطيء، وكل سريع من الأجسام السفلية أدل عليها، إذ هي أقرب منها، وأشد اتصالاً، وكذلك الأمر في سائرها١.

٦- أن المنجمين قسموا الفلك إلى أجزاء من درجات، ودقائق، وثواب ... وهذه الأجزاء المفترضة في الفك إما أن تكون متشابهة في الطبيعة والماهية، أو مختلفة فيها، فإن كانت متشابهة في الطبيعة والماهية كان الطالع مساوياً لسائر الأجزاء، وحكم سائر الأجزاء واحد، وإن كانت الأجزاء مختلفة وهذا ما يدعونه إذ أنهم جعلوا لكل جزء من الفلك طبيعة مختلفة٢، فلا شك في فساد أحكامهم، لأن سرعة الفلك عظيمة جداً، حتى قالوا: إن الفرس شديد العدو إذا رفع رجله ووضعها يكون الفلك قد تحرك ثلاثة آلاف ميل، فإن كان كذلك فمن الوقت الذي ينفصل فيه الجنين عن بطن أمه إلى أن يأخذ المنجم الإسطرلاب وينظر في الفلك قد تحرك مسافات بعيدة جداً٣.

وغير ذلك من الأصول الفاسدة التي شملتها هذه الصناعة.

الوجه التاسع: إن علم أحكام النجوم المزعوم مبني على معرفة مواضع الكواكب ومناسبتها مع بعضها، وهذا تتوقف معرفته على آلات الرصد، وهي لا تنفك عن شيء من الزلل، والخلل الذي لا يستطيع


١ انظر: المصدر نفسه: (ق٢٧٠) .
٢ انظر: "التفهيم": (ص٢٦٩) .
٣ انظر: "النبوات" للرازي: ص٢٢٠، و"مفتاح دار السعادة": (٢/١٣٣) .

<<  <   >  >>