الوجه الثالث: أن ابن عباس أمر مولاه أن ينظر كم بقي من الليل؟ ولم يأمره أن ينظر في سعود الكواكب ونحوسها، واتصالاتها مع بعضها كما هو معروف عند أصحاب هذا الشأن.
الوجه الرابع: أن ابن عباس تمنى أن يتعلم النجوم السيارة، والبروج الاثني عشر وهو يعرفها، كما ذكرت ذلك في فصل حكم تعلم علم الفلك، مما يشير إلى ضعف الرواية الثانية، وعلى فرض التسليم بصحة نسبتها إليه، فهو لم يتمن معرفة أحكام النجوم، والفرق واضح بين تعلم هذه وتعلم علم أحكام النجوم.
أما الأثر الثامن: وهو ما ذكره الرازي وغيره عن اليهودي، الذي أخبر ابن عباس بما أخبر فالرد عليه من وجهين:
الوجه الأول: أن المشهور عن ابن عباس بغض المنجمين والكذابين، لا تقريبهم وسؤالهم وتصديقهم، وعلى فرض صحتها فلا دلالة لهم فيها إذ إن هذا الخبر من جنس أخبار الكهان بشيء من المغيبات التي حكم عليها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها ليست بشيء١.
الوجه الثاني: أي حجة في فعل هذا اليهودي، وهل نحن متعبدون بما يفعله اليهود والنصارى؟
وهذه الحكاية كما أنها لا تدل على جواز هذا العلم، فكذلك لا تدل على صحته، فإن تصدق هذا المنجم في هذه الحكاية –إن صحت الرواية- فله بلا شك من الكذب أضعاف ما صدق فيها، فإن استدلوا