للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يكون إلا في وسط الشهر ليالي الإبدار.

ووقت إبدار القمر في ليالي الأيام البيض ليلة الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، فالقمر لا يخسف إلى في هذه الليالي.

والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة أو ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين، والشمس لا تكسف إلى وقت استسراره١.

وحتى يمكن معرفة وقت الكسوفين بالتحديد لا بد من معرفة حساب المثلثات الذي يستخرج به مسائل علم الفلك الكروي، وبه يعرف كون القمر في إحدى تقاطع المدارين أو قريباً منها٢، ومن الأدلة على أن جريان الشمس والقمر يدرك بالحساب قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ٣، وقوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ} ٤، وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ٥.

والسبب الثاني ف بحادثتي الكسوف والخسوف هو السبب الشرعي، وهو أنهما سبب لنزول عذاب بالناس فيلتجئ الناس إلى ربهم بالصلاة


١ المصدر نفسه.
٢ انظر: "تقويم الأوقات": ص١٨.
٣ سورة الأنبياء، الآية: ٣٣.
٤ سورة يونس، الآية: ٥.
٥ سورة يس، الآيات: ٣٧-٤٠.

<<  <   >  >>