للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأوقات، بل قد يخطئ في حسابه، ولا يلزم تصديقه على كل حال، كما قدمت الكلام عن هذا في فصل حكم تعلم علم الفلك.

فمن هذا نجد أن الكسوف والخسوف ليالي معتادة جرت بها سنة الله الكونية من عرف جريان النيرين عرفها كما أن من علم كم مضى من الشهر علم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية، لكن العلم بالعادة في الهلال علم مشترك عام بين جميع الناس، أما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريان النيرين، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب، ولا من باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذب القائل لها أعظم من صدقه١ إلا أن بعض العلماء ذهب إلى تأديب من يخبر بذلك إذا كان إخباره يدخل الشك على العوام، ويشوش عقائدهم، ويزلزل قواعدهم في اليقين٢.


١ انظر: "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٢١) .
٢ انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي: (٢/٨٣٩) ، و"الفتاوى الحديثية": (٢٨٢) .

<<  <   >  >>