للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أراد بعد الإحياء، قال: أنا أفعل ذلك فأحيي وأميت، أستحيي من أردت قتله فلا أقتله، فيكون ذلك مني إحياء له، وأقتل الآخر فيكون ذلك مني إماتة له. قال إبراهيم له: فإن الله هو الذي يأتي بالشمس من مشرقها، فإن كنت صادقاً أنك إله فأت بها من مغربها، قال الله عز وجل: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} يعني: انقطع وبطلت حجته١. وكلام عامة المفسرين يدور حول هذا المعنى٢.

- المسلك الثاني: الرد التفصيلي: ويكون الرد فيه كما يلي:

أما الشبهة الأولى، وهي: (أن الخليل يجب عليه إزالة الشبهة الأولى التي ألقاها الملك، ولا يليق تركها) فالرد عليها من وجهين:

الوجه الأول: أن الشبهة إذا كانت في غاية البطلان بحيث لا يخفى حالها على أحد لا يمتنع الإعراض عنها إلى ما هو بعيد عن التمويه دفعاً للشغب، وتحصيلاً لما هو المقصود من غير كثير تعب، وأي تلبيس يحصل من هذه الشبهة للعقول حتى يكون الاشتغال بإزالتها واجباً مضيقاً فيخل تركه بالمعصوم٣؟ والناس كلهم يعلمون أن جواب الملك جواب أحمق٤ اعتمد فيه على الإشراك بالعبارة فقط لا حقيقة المعنى٥.


١ انظر: "تفسير الطبري": (٣/٢٤، وما بعدها) .
٢ انظر: "الكشاف": (١/٣٨٨) ، و"أحكام القرآن" للجصاص: (١/٤٥٤) ، و"تفسير القرطبي": (٣/٢٨٤-٢٨٦) ، و"تفسير البيضاوي": ص٥٩، و"البحر المحيط": (٢/٢٨٨) ، و"لباب التأويل": (١/٢٧٣) ، و"تفسير ابن كثير": (١/٣١٣) ، وغيرها من التفاسير.
٣ "روح المعاني": (٣/١٨٠) .
٤ "الكشاف": (١/٣٨٨) .
٥ انظر: "أحكام القرآن" للجصاص: (١/٤٥٤) ، و"لطائف الإشارات": (١/٢١٢) .

<<  <   >  >>