فهبي لم تدع إلى التمذهب بالمذهب الحنبلي أو غيره، ولكن اتفق أن مؤسسها رحمه الله كان حنبلياً في الفروع.
ولو كان مالكياً أو شافعياً ما تغير الوضع بالنسبة للدعوة، فإنها دعوة عامة لأتباع المذاهب الأربعة وغيرهم، هدفها تطهير العقائد من الشرك ومحاربة الخرافات والبدع.
وبذلك لا تعتبر الدعوة -كما يدعي الدكتور- امتداداً في التمسك بالمذاهب الإسلامية المنفرة، ولا تمثل طوراً من أطوار التبعية لمذهب خاص.
إذ لو كانت كذلك لاقتصرت على أتباع المذهب الحنبلي، ولم تحاول هداية الناس من أتباع المذاهب الأخرى١.
١ بل إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لا يقر التعصب المذهبي وأوضح ذلك بقوله: "إذا صح لنا نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ، ولا مخصص، ولا معارض بأقوى منه، وقال به أحد الأمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب". انظر مشكوراً: الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية لجميع إخواننا الموحدين من أهل الملة الحنيفية، والطريقة المحمدية" جمع وترتيب الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى. وتعليق الشيخ محمد رشيد رضا ص ٣٥.