من الأهواء والانحرافات، ثم يزعمون – بعد ذلك- أن منهجهم منهج إسلامي!!.
إنه موقف يدعو إلى الحيرة....ويبعث على الباحث فيما وراء المواقف والكلمات!.
والحق: أن هذا هو الفرق بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وبين خصومه هداهم الله، الذين هاجموه، جهلاً ما يدعو إليه تارة، وعن علم تارة أخرى ... وسواء أكان ذلك عن جهل أم عن علم، فإنه رفض لمنهجه الذي يتشبث فيه بالانقياد الكامل للكتاب والسنة، فأصحاب الأهواء والانحرافات يرفضون هذا الانقياد، حتى وإن جادلوا لكي يبقوا في دائرة الإسلام، محاربين كل من يحاول تبصيرهم بأنهم -عرفوا أو لم يعرفوا - يخرجون عن الإسلام؛ لأنه يجعلون "العقل" مكان الوحي، و "الهوى" مكان النص، و "الضغوط العصرية" مكان الثوابت الإسلامية، ويريدون - أدركوا أو لم يدركوا- أن يدور الكتاب والسنة وراء تقلبات العصور، منقادين لا قائدين، يتكيّفان وفق متقلبات الآراء والأفكار والسلوكيات، حتى ولو خرجت على نواميس الفطرة ... ولا يكيّفان الحياة وفقاً لما أنزل الله.
لمن يكن عمل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلا الجهاد، انطلاقاً من القرآن والسنة الصحيحة؛ كي تعود أمة التوحيد إلى التوحيد؛ لأن في ضياع عقيدة التوحيد أو تشويهها أو مزجها بأوشاب الشرك وأدرانه،