للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعنيت بها في القرن الثامن عشر بعد مدة أربعة قرون لم تلق فيها تلك الآراء العناية الكبرى التي لقيتها من جانب حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب"١.

وهنا نلمح في كلام الدكتور شيئاً من التقدير والإنصاف للدعوة الوهابية، بسبب صيانتها لآراء ابن تيمية وعنايتها بإحيائها ونشرها.

وتلك مفخرة من مفاخر هذه الدعوة ستظل تذكر لها بالعرفان والتقدير، فإن كتب شيخ الإسلام ورسائله كانت مطمورة تحت ركام الإهمال والنسيان، لا يسمح لها أهل البدع والإلحاد أن ترى النور، ولا أن تقوم بدورها الخطير في توجيه العالم الإسلامي نحو الطريق الصحيح.

بل كثيراً ما كانوا يحذرون من قراءتها ويقرنونها بكتب الفلاسفة في جواز الاستنجاء بها.

فلما قامت هذه الحركة المباركة٢ أخذت تنقب عن تلك الثروة الهائلة التي خلفها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله، وجد المسؤلون عن هذه الدعوة في إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر.

وكان لجلالة الملك عبد العزيز - غفر الله له وأجزل مثوبته.. اليد الطولى في هذا الباب، حتى أصبحت كتب الشيخين الجليلين تملأ المكتبات العامة والخاصة.


١ انظر مشكوراً: الفكر الإسلامي في تطوره ص ٨٥..
٢ مباركة لأنها امتداد لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، وهي رجوع للإسلام الصحيح وتربية على هذا الإسلام الصافي النقي.

<<  <   >  >>