للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى عصور التبعية المطلقة، لأن طابع النقد صاحبها وإن لم تسر فيه بخطوات واضحة".

وهنا أيضاً تبدو على كلام الدكتور مسحة من الإنصاف للحركة وتقدير الدور العظيم الذي قامت وتقوم به في إيقاظ الوعي الإسلامي وتصحيح المفاهيم الإسلامية المحرفة، بحيث تعبر أساساً لما قام بعدها من حركات تقدمية.

كما اعترف الدكتور بأنها حركة امتازت لإحياء والتجديد والتجديد، وقامت على أساس من النقد البرئ ولكنا مع ذلك لا نوافقه على أن الحركة حوت بذور النقد لتقدمها إلى الحركات الإسلامية الأخرى فقط، فإن معنى ذلك أنها كانت مجرد ناقل أو وسيط دون أن تقوم هي بإحياء حركة النقد وإنمائها.

والواقع أن هذه الناحية كانت من أهم ما عنيت به الحركة نظراً لكثرة المعارضين لها.

نعم يمكن القول بأن أسلوب النقد فيها لم يبلغ درجة النقد عند ابن تيمية من حيث الدقة والعمق، وذلك لأنها نشأت في جوب تقل فيه العناية بالدراسات النقدية وأسلوب المناظرات١.


١ هذا الكلام فيه نظر، والمتأمل في ردود علماء الدعوة الإصلاحية على مخالفيها، يرى أن هناك مشاركة قوية من حيث الدقة والعمق، ومن نظر مثلاً في ردود الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة ١٢٩٤هـ، يجد فيها شبهاً كبيراً في درجة النقد عند ابن تيمية من ناحية التأصيل وسعة الأفق، والعمق العلمي، والإحاطة بالمذاهب الإسلامية.

<<  <   >  >>