الذي ما زال يظن السعوديين يعيشون حياة صحراوية يركبون فيها الجمل ويستدفئون بالخشب ويطبخون على الأثافي.
أما قول سعادته إن الدعوة إلى القرآن والسنة قصد بها أولاً وبالذات سير الحياة الإسلامية في ظل تعاليم الإسلام فهذا صحيح فإن الإسلام إنما شرع منهجاً للحياة فلا بد من إقامة الحياة كلها على أساسه إذا أريد أن تكون أفضل حياة.
ولكن ما معنى قول سعادته بعد ذلك:"وفي صحبة الحضارة الصناعية التي لا بد منها الآن.. إلخ" فما دخل الدعوة إلى القرآن والسنة بالحضارة الصناعية وبناء حياة الشعب عليها؟
إن الحضارة الصناعية نوع من الترف في أساليب المعيشة، ومحاولة لتخفيف مشقاتها، وهذا شيء لا دخل له بالدعوة إلى تطبيق القرآن والسنة، فهو خلط لا معنى له.
صحيح إن الإسلام يبيح لمعتنقيه أن يأخذوا بأساليب الحياة الصناعية الحديثة، أما دعوى أن هذا لا بد منه في الإسلام فهي دعوى لم نسمح أحداً من مفكري الإسلام قد ادعاها قبل الدكتور وما رأي سعادته لو أن شعباً مسلماً أحسن التطبيق لمبادئ الإسلام ولكنه قصر في حياته المعيشية على الوسائل البسيطة وبعض الصناعات البدائية الموجودة عنده ولم يستورد شيئاً مما استحدث من الصناعات، ولا أخذ بأساليب الحياة العصرية، هل يعد هذا الشعب - في نظر دكتورنا - خارجاً عن الإسلام؟