وبالجملة فلا مصدر لهذه الحركة في جميع اتجاهاتها إلا شيء واحد لا تردد فيه، هو الوحي النازل من السماء قرآناً كان أو سنة، فهي لا تنحرف عنه لا شرقاً ولا غرباً متمثلة دائماً قول الله تعالى من سورة الأنعام:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام:١٥٣] .
ثم يقول سعادته:"وكان المؤمن في معانقة السلطة الرسمية لها أن تتميز عن أي حركة إسلامية أخرى بالتطبيق العملي، وفقاً للفكرة الأصلية السلبية والإيجابية معاً. وأن تكون حياة الجامعة التي آمنت بها عنواناً تتجلى فيه فكرة الداعي كما آمن بها وتركها من بعده".
وهذا الذي يؤمله الدكتور هو الواقع فعلاً، فإن معانقة السلطة الرسمية للحركة قد حماها من العواصف الرديئة التي قد تتعرض لها الجماعات الإسلامية الأخرى.
فاستطاعت الحركة في ظل هذه الحماية أن تسير بخطوات ثابتة نحو هدفها، وأن يكون تطبيقها العملي متناسقاً مع الفكرة الأساسية للحركة، وأن تكون حياة الجماعة التي آمنت بها عنواناً صادقاً للمبادئ التي أعلنها مؤسس الحركة -رحمه الله- وآمن بها، ولم يقع فيها خلف أبداً، لا بين المجال النظري والتطبيق العملي، ولا بين حياة الجماعة ومبادئ الداعي، كما يقع في بعض الجماعات الأخرى بسبب الضغط الواقع عليها من قبل السلطات.