للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اتقوا الله تعالى، فقد أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فاشكروه، وأوصاكم بالتمسك بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فاقبلوا وصية ربكم وأطيعوه. ولا تجعلوا أمره ونهيه وراء ظهوركم فيهلككم كما أهلك من قبلكم لما آسفوه. وتقربوا إليه بشكر نعمه عليكم وراقبوه، فكم نعمة آتاكم، وكم فتنة وقاكم، وكم عدو كفاكم، فاشكروه عباد الله على ما أولاكم. فالسعيد من استعمل ما أوتيه من النعم في طاعة خالقه ومربيه، والشقي من صرفه في إرادته وشهواته ولم يؤد حق الله تعالى الواجب فيه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ رضي الله عنهوَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

[خطبة عند دخول رمضان له أيضا]

الحمد لله الذي خص بالفضل والتشريف بعض مخلوقاته، وأودع فيها من عجائب حكمه وبديع إتقانه، ما شهدت العقول السليمة بأنها


١ سورة إبراهيم آية: ٦-٧-٨.

<<  <   >  >>