للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل٢، لي ولكم وسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

[خطبة له أيضا]

الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت جلاله. وأنار قلوب أصفيائه بمشاهدة صفات كماله. وتحبب إلى عباده بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله. أحمده سبحانه حمد عبد أخلص لله في أقواله وأفعاله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا معين في تدبيره وأفعاله.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، نبي أنعم الله على جميع أهل الأرض ببعثه وإرساله. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى جميع أصحابه وآله، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، فإن تقواه عليها المعوَّل. واشكروه على ما أولاكم من الإنعام والخير الكثير وخوّل. وعليكم بما كان عليه السلف الصالح والصدر الأول. وتدبروا ما جاء به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم من الحكمة والكتاب المنزل. واعتبروا بمن كان قبلكم ممن علا في الأرض وأمَّل وتمّول. فجاءهم هاذم اللذات وكان الأجل مما أملوه أعجل. وسطا بهم ريب المنون مسرعا، فما توانى في


١ سورة الإسراء آية: ١٣-١٤-١٥-١٦-١٧.
٢ هذه الكلمة ساقطة من طبعة أم القرى.

<<  <   >  >>