لله مضوا فيه، وإن كان عليهم أمسكوا،". وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور فأخذوها من غير محاسبة، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[خطبة أيضا]
الحمد لله الذي رفع قدر ذوي الأقدار عن الركون إلى هذه الدار، ومنح صفاء إحسانه الدارّ لأهل تلك الدار، ونفذ تصاريف الأقدار في أهل الجنة والنار. فسبحان من يسر كلا لما خلق له، وربك يخلق ما يشاء ويختار. أحمده سبحانه وأشكره، وللشكر على أصحاب الشكر آثار.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه ونجم الحق قد غار، وشرر الباطل قد طار في الأقطار. فمهد قواعد الدين وأشاد المنار. وجاء البيت وللأصنام على فناء الكعبة قرار، فما زاد أن أومى إليها بالقضيب وأشار، وهو يقول: {جَاءَ الْحَقُّ