للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً} ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

[خطبة له أيضا]

الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، له ملك السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الملك الحق المبين الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وقد وسع كل شيء رحمة وعلما.

أحمده سبحانه، وبحمده يلهج أولو الأحلام ٢ والنهى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم السر والنجوى. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى كلمة التقوى. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أئمة العلم والهدى، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد، فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمع ويرى. فقد طال إعراضكم عن النبأ العظيم تغافلا وجهلا. وكثر اشتغالكم بالعرض الخسيس الأدنى. وصار إقبالكم على ما يصد عن الصراط السوي والهدى. أما أيقظكم ما رأيتموه من حوادث القدر والقضا؟ أما أنذركم ٣ ما سمعتموه من أخبار من كذب وعصى، ومن


١ سورة النساء آية: ١٢٣-١٢٤.
٢ في طبعة أم القرى: أولو البصائر والنهى.
٣ في طبعة أم القرى: أما وعظكم.

<<  <   >  >>