للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحده لا شريك له، شهادة أعدها ليوم التناد.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى سبيل الرشاد، الداعي إلى الله على بصيرة حتى دانت لدعوته العباد. اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه البررة الأمجاد، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه ليس السعيد من أدرك العيد، ولبس الجديد، وركب الخيل المسومة، وخدمته العبيد. إنما السعيد من اتقى الله فيما يبدي ويعيد، وفاز بجنة نعيمها لا يفنى ولا يبيد، ونجا من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم الصديد، ولباسهم القطران والحديد. واتقوا الله عباد الله بامتثال أمره الأكيد، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فهذا شأن العبيد.

واعلموا أن الله تعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ١. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد النبي الهاشمي الأوفى. وارض اللهم عن الأربعة الخلفا، والسادة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أهل الصدق والوفاء، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان ولطريقتهم اقتفى، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم أقم علم الجهاد، واقمع سبيل أهل الشرك والريب والفساد، وانشر رحمتك على هؤلاء العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. وأوفوا


١ سورة الأحزاب آية: ٥٦.

<<  <   >  >>