للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولياء وغيرهم مما هو دين المشركين؟

وصرح الشيخ تقي الدين في اقتضاء الصراط المستقيم، بأن من ذبح للجن فالذبيحة حرام من جهتين:

من جهة أنها مما أهل لغير الله به، ومن جهة أنها ذبيحة مرتد؛ فهي كخنْزير مات من غير ذكاة. ويقول: ولو سمى الله عند ذبحها، إذا كانت نيته ذبحها للجن، وردّ على من قال: إنه إن ذكر اسم الله حل الأكل منها مع التحريم.

وأما ما سألت عنه من قوله ١: اللهم صلى على محمد ... ٢ إلخ، فهذه المحامل التي ذكر غير بعيدة، ولو كان الإنكار على الرجل الميت الذي صنفها، والإنكار إنما هو على الخطباء والعامة الذين يسمعون، فإن كان يزعم أن عامة أهل هذه القرى كل رجل منهم يفهم هذا التأويل، فهذا مكابرة، وإن كان يعرف أنهم ما قصدوا إلا المعاني التي لا تصلح إلا لله لم يمنع من الإنكار عليهم، وتبين ٣ أنه شرك كون ٤ الذي قالها أولاً قصد معنى صحيحاً، كما لو أن رجلاً من أهل العلم كتب إلى عامة أن نكاح الأخوات حلال، ففهموا منه ظاهره، وجعلوا يتزوجون أخواتهم خاصتهم وعامتهم، لم يمنع من الإنكار عليهم وتبيين أن الله حرم نكاح الأخوات كون القائل ٥ أراد الأخوات في الدين، كما قال إبراهيم عليه السلام لسارة: هي


١ في المخطوطة والمصورة: (قول) بدون ضمير.
٢ كذا في المخطوطة والدرر السنية ج١، ص ٢٥، وفي المصورة: (على سيدنا) .
٣ في المصوّرة: (وتبيين) ، وفي الدّرر السّنية: (ولو تبين) .
٤ في الدرر: (لكون) .
٥ في المصورة: (الأول) .

<<  <   >  >>