للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا أمر أوضح من الشمس، لا يحتاج إلى تقرير؛ ولكن أنت رجل جاهل مشرك، مبغض لدين الله، وتلبس على الجهال الذين يكرهون دين الإسلام، ويحبون الشرك ودين آباءهم. وإلا فهؤلاء الجهال، لو أن مرادهم اتباع الحق، عرفوا أن كلامك من أفسد ما يكون.

وأما المسألة الثالثة: وهي من أكبر تلبيسك الذي تلبس به على العوام، أن أهل العلم قالوا: لا يجوز تكفير المسلم بالذنب، وهذا حق، ولكن ليس هذا ما نحن فيه؛ وذلك أن الخوارج يكفّرون مَن زنى أو مَن سرق أو سفك الدم، بل كل كبيرة إذا فعلها المسلم كفر. وأما أهل السنة فمذهبهم: أن المسلم لا يكفر إلا بالشرك. ونحن ما كفّرنا الطواغيت وأتباعهم إلا بالشرك. وأنت رجل من أجهل الناس، تظن أن من صلى وادعى أنه مسلم لا يكفر. فإذا كنت تعتقد ذلك، فما تقول في المنافقين الذين يصلّون ويصومون ويجاهدون؟ قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ١. وما تقول في الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد. أينما لقيتموهم فاقتلوهم " ٢. أتظنهم ليسوا من أهل القبلة؟ ما تقول في الذين اعتقدوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل اعتقاد كثير من الناس في عبد القادر وغيره، " فأضرم لهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ناراً فأحرقهم بها، وأجمعت الصحابة على قتلهم، لكن ابن عباس أنكر تحريقهم بالنار، وقال: يقتلون بالسيف ". أتظن هؤلاء ليسوا من أهل القبلة؟ أم أنت تفهم الشرع وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفهمونه؟ أرأيت أصحاب رسول الله


١ سورة النساء آية: ١٤٥.
٢ البخاري: المناقب (٣٦١١) , ومسلم: الزكاة (١٠٦٦) , والنسائي: تحريم الدم (٤١٠٢) , وأبو داود: السنة (٤٧٦٧) , وأحمد (١/١٣١, ١/١٦٠) .

<<  <   >  >>