للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أسماء بعض من كانوا يعتقدون بأولئك الأشخاص١. ويستفاد من رسائل الشيخ أن هذه الأمور كانت متوافرة في مناطق نجدية دون أخرى ; فمنطقة العارض وما يليها جنوبا - خاصة الخرج - كانت متأثرة بها، بينما كانت منطقة القصيم - مثلاً - خلاف ذلك.

فقد ذكر الشيخ في رسالته إلى عبد الله بن علي ومحمد بن جماز أن " أهل القصيم غارهم أن ما عندهم قبب ولا سادات". لكنه كان يأخذ عليهم عدم معاداتهم لأهل الشرك٢.

ورسائل الشيخ توضح موقفه ممن يرضون باعتقاد الناس بهم، ويأخذون النذور غاية التوضيح. فقد كان يكفرهم. وغالبًا ما وصفهم بالطواغيت. لكنه أحيانًا يصفهم بصفات أخرى مثل: المردة الشياطين أو الكلاب٣.

ومما يتعلق بالقضية السابقة موضوع التصوف. ومن المعروف - أيضًا -.. معارضة الشيخ للتصوف أو لبعض أنواعه على الأقل. ولعل من أطرف إشارات معارضته له لمزه لخصمه عبد الله المويس بأن أحد مشائخ مشائخه كان متصوفًا، وكان يلقب بلقب العارف بالله٤. ومما يتوقعه المرء خلو محيط مثل المحيط النجدي آنذاك من المذاهب الصوفية. لكن رسائل الشيخ تشير إلى وجود أفراد متصوفة على مذهب ابن عربي وابن الفارض، مثل ولد موسى بن جدعان، وسلامة بن مانع٥. وأفراد مغمورون كهذين الرجلين من الغريب أن تكون بينهم وبين مذهب فلسفي في نزعته أية صلة. لكن إذا سلم بصحة ما ورد في رسالة الشيخ، فإنه يلاحظ انحصار ذلك الأمر في معكال التي تكون جزءا من مدينة الرياض الحالية.


١ مثل طالب الحمض. انظر روضة ١/١٠٤, ١٥٤, ١٥٦.
٢ شخصية ص٢٣٢.
٣ روضة ١/١٧٨ و٢١٧.
٤ روضة ١/١٢٠.
٥ روضة ١/١٤٧.

<<  <   >  >>