للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتشير رسائل الشيخ - أيضًا - إلى أن سليمان بن سحيم كان يذهب لحضور المولد ويقرأه على الناس، وأنه كان يكتب الحجب المشتملة على الطلاسم١. وكان سليمان من سكان معكال المذكورة سابقا.

وعبارة الشيخ لا تنص بصراحة على حدوث الاحتفال بالمولد في نجد. وهي على أية حال الإشارة الوحيدة من الشيخ وغيره التي قد يفهم منها حدوث هذا الأمر في المنطقة.

ومن الأمور التي ناقشتها رسائل الشيخ والمتعلقة بالتصوف والأولياء مسألة كتابي دلائل الخيرات، وروض الرياحين. ويفهم من النقاش حولهما أنهما كانا من الكتب المقررة في نجد آنذاك. وقد ادعى سليمان بن سحيم في رسالته التي بعثها إلى العلماء خارج هذه المنطقة أن الشيخ أحرقهما ٢. وقد نفى الشيخ في رسالته إلى السويدي إحراقه للكتاب الأول، وذكر أن سبب ما روج عنه حول هذا الموضوع أنه أشار على من قبل نصيحته ألا يصير في قلبه أجل من كتاب الله، ويظن أن القراءة فيه أنفع من قراءة القرآن ٣. كما نفى ابن غنام إحراق الشيخ لكتاب روض الرياحين٤. وقد يبدو للبعض نوع من الغرابة في تعليل الشيخ لما أشيع عنه حول كتاب دلائل الخيرات. ذلك أن الإحراق شيء والنصيحة بألا يصير في قلوب الناس أجل من كتاب الله شيء آخر. ومن الملاحظ أن الإمام الصنعاني قد مدح الشيخ بقوله:

وحرق عمدا للدلائل دفترا ... أصاب ففيها ما يجل عن العد

ولم يعلق ابن غنام وابن بشر اللذان أوردا هذا البيت في تاريخيهما بأي شيء عليه٥, كما يلاحظ أن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب حين تكلم عن الدعوة قال:


١ روضة ١/١٤٠.
٢ روضة ١/١١٢.
٣ روضة ١/١٥٣.
٤ روضة ١/١٢٩.
٥ روضة ١/٤٧, عنوان ١/٦٩.

<<  <   >  >>