للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته"١.

وكان - أيضاً - يقدر مكانة حاكم تلك المدينة المقدسة وتأثيره الإيجابي لو تعاون مع دعوته. ولذلك بدأ رسالته إليه بعبارات تدل على نوع من المهارة في المجاملة اللبقة. فلم يتوقف به الأمر عند التفخيم والدعاء بالعز في الدارين؛ بل تجاوزه إلى الإشارة الذكية بأن الشريف بصفته النسبية أولى بنصرة الدعوة:

"بسم الله الرحمن الرحيم المعروض لديك ـ أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد أعزه الله في الدارين، وأعز به دين جده سيد الثقلين ـ أن الكتاب لما وصل إلى الخادم، وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف" ٢.

والشيخ إذ يؤمل انضمام رئيس قبيلة كبيرة إلى دعوته يضيف في أول رسالته إليه ما يعتقده من عوامل التأثير. فهو حين كتب إلى زعيم إحدى القبائل في الشام قال: "من محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ فاضل آل مزيد، زاده الله من الإيمان وأعاذه من نزعات الشيطان.. أما بعد: "٣.

وإذا كان المتأمل في أسلوب الشيخ يرى تمسك صاحبه بالأصالة والبساطة فإنه يلاحظ - أيضاً - من خلاله ذكاءه ومحاولته بالاستفادة من كل ما يراه مفيدًا لمصلحة دعوته. فبالإضافة إلى ما تقدم نراه حين يحاول كسب أهل منفوحة والرياض عن طريق قاضي الدرعية، يصفه في رسالته إليهم بقوله:

"إن عبد الله بن عيسى ما نعرف في علماء نجد ولا علماء العارض ولا غيره أجل منه"٤.


١ روضة ٢/١٤٤.
٢ روضة ٢/٨٠ ويلاحظ أن كلمة "حضرة" بمعناها هنا لم ترد في كتابات الشيخ إلا في موضعين: أحدهما في هذه الرسالة, والثاني: في رسالته إلى السويدي في العراق. ولعل السبب في استعماله لها في هذين الموضعين فقط اعتقاده أن التأثر بهذا النوع من الأسلوب واضح في القطرين الحجازي والعراقي.
٣ روضة ١/١٥١.
٤ روضة ١/١٤٦.

<<  <   >  >>