للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مع أنه يخاطبه في رسالة أخرى بقوله:

"أنتم ومشائخكم ومشائخهم لم يفهموا دين الإسلام ولم يميزوا بين دين محمد صلى الله عليه وسلم ودين عمرو بن لحي"١.

ومن ذلك - أيضاً - إثارة النخوة في نفس المخاطب. فهو يحاول إقناع مخاطبه بقوله:

"إن لك عقلاً، وإن لك عرضًا تشح به، وإن الظن فيك إن بان لك الحق أنك ما تبيعه بالزهايد"٢.

ويستثير همم أهل شقراء ضد خصوم الدعوة بقوله:

"والله العظيم إن النساء في بيوتهن يأنفن لكم، فضلا عن صماصيم بني زيد" ٣.

بل إن حبه لنجاح دعوته جعله يقوي عامل الأمل على بادرة اليأس، فهو يخاطب عبد الله بن عبد اللطيف الأحسائي بقوله:

"ما أحسنك لو تكون في آخر هذا الزمان فاروقًا لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله"٤.

مع أنه كان - فما يبدو - يئسًا من استجابته له حيث يقول في نفس هذه الرسالة: "وإنما كتبت لكم هذا معذرة من الله ودعوة إلى الله لأحصل ثواب الداعين إلى الله، وإلا أنا أظن أنكم لا تقبلونه، وأنه عندكم من أنكر المنكرات" ٥.

ومما يلاحظه المتأمل في رسائل الشيخ اتصافه في حالات قليلة بنوع من الحدة. وهو أمر ذكره عن نفسه في رسالته إلى عبد الله بن عيسى وابنه عبد الوهاب ٦. وكانت هذه الحدة تظهر عادة في التعامل مع خصم نشط الحركة، أو عدو يبدو الأمل في إقناعه ضعيفًا جدًا.

فالشيخ - مثلاً - يبدأ رسالته إلى خصمه اللدود سليمان بن سحيم بالعبارة التالية:


١ روضة ١/١٥٥.
٢ روضة ١/١٠٧.
٣ شخصية ص٢٩٢.
٤ روضة ١/٥٤.
٥ روضة ١/٣-٥٤.
٦ روضة ١/١٥٧.

<<  <   >  >>