{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} ١ وقد ظل هذا المجاهد في ميدان الجهاد.. حتى لقي ربه راضيا مرضيا، تاركا وراءه المثل الكريم في التضحية والجهاد طريقا مفتوحا من بعده للمجاهدين. وقد كان، فقامت ثورة الجزائر التي ألقت بالمستعمرين خارج ديارهم وتحررت إلى الأبد إن شاء الله من أن يدخلها مستعمر. وبعد فهذه بعض ثمرات دعوة التوحيد التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنه وهذه بعض شعاعاتها التي طلعت على الأمة الإسلامية في ليل بهيم، كان قد لفها بردائه الأسود الكئيب. حيث أيقظت العالم الإسلامي، فقام فيه الزعماء السياسيون، والدينيون، والاجتماعيون، يدعون الناس إلى أن يتخلصوا من كل عبودية لغير الله، أيا كان وجه هذه العبودية، في صورة المستعمرين أو في صورة تلك البدع الشركية التي تسلب المسلم حرية الإنسانية جسداً وعقلاً وروحاً، وتسوقه إلى عبودية دونها بلاء وشراً، عبودية الأرقاء الذين كانوا يباعون في الأسواق بيع الأنعام. لقد انهارت معابد الشرك، وزالت معالمه بسبب هذه الدعوة المباركة التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب وأنصاره من آل سعود، وبدأ وجه الإسلام يطل على أوطان المسلمين مشرقا مضيئا.. فلا معبود إلا الله وحده لا شريك له ولا استشفاع، ولا توسل إلا لله سبحانه بالعمل الصالح، والدعاء الضارع إليه وحده جل شأنه. وأنه إذا كانت هناك بعض آثار باهتة من الصور الشركية هنا أو هناك، فإنها في طريقها إلى الزوال وشيكا - إن شاء الله - فإنه إذا طلعت الشمس انقشع الظلام، وزال الضباب، وأشرقت الأرض بنور ربها. رحم الله الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وجزاه خير الجزاء، وأسبغ عليه من رحمته ورضوانه ما ينزله منازل الأبرار، والصديقين والشهداء.