هذا وقد أعيد طبع هذا الكتيب في ربيع الآخر ١٣٩٤ هـ الموافق إبريل ١٩٧٤ م، بعد أن التقيت في الرياض بالأستاذ الجليل سماحة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حفيد الإمام صاحب الدعوة، الذي صحح لي بعض المفاهيم عن دعوة الشيخ الإمام، وكان قد اختلط علي بعضها، في مزدحم المقولات التي قيلت في الدعوة مما ينقض بعضها بعضا. فتقبلت هذه التصحيحات راضيا شاكرا، وأثبتها في صلب الكتاب -في طبعته الثانية تلك- وعلقت على بعضها بما رأيت من فهم لي. وها أنذا، أشرع في الكتابة عن الشيخ الإمام ودعوته، متناولا جانبا واحدا من جوانب دعوته، وهو جانب المتصدين لدعوته، المحاربين لها بالمفتريات والأباطيل، دفاعا عن سلطانهم القائم على العامة بهذه المفتريات وتلك الأباطيل.. وإذا كان الحق قد انتصر، وكشف الزمن عن صدق الدعوة وإخلاص الداعية وسقوط ادعاءات المدعين، وضلالات المضللين، الأمر الذي يغني عن النظر إلى هذه الترهات وتلك المفتريات -فإن من الخير- مع ذلك- أن نعيد عرض هذه المواقف التي وقفها علماء السوء من دعوة الحق؛ ليكون فيها الدرس النافع والعبرة الزاجرة لمن يقفون من دعوات الإصلاح هذا الموقف الذي تباع فيه الضمائر وتسترخص فيه القيم لقاء شيء من حطام هذه الدنيا من مال، أو جاه، أو سلطان!! وإذن فعلى بركة الله نمضي، وبعونه نستعين.
لاهم هب لي بيانا أستعين به ... على قضاء حقوق نام قاضيها
وصلى الله على سيدنا محمد، إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين. وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.