للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عنهم، أو ضلوا عنه.. وبالعمل يدفع أهل الباطل الزاحفون على مواطن الحق، المحاربون لأهله. وفي هذا المجال يمتحن إيمان المؤمنين، ويتبين صدق الصادقين، حيث يكون البلاء هو النار التي تكشف عن معادن الرجال، وفي هذا يقول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} ١ ويقول سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ٢ ويقول جل شأنه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ٣.والله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الحق وحده سلطانا قائما في الحياة لا يتحكك به الباطل، ولا ينازعه سلطانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} ٤.فهو سبحانه أراد أن يكون للناس ابتلاء وامتحان وأن يكون للمؤمنين بلاؤهم وجهادهم لإعزاز سلطان الحق والتمكين له، لينالوا بهذا رضوان الله، ولينزلوا منازل المكرمين عنده في جنات النعيم:


١ سورة محمد آية: ٣١.
٢ سورة العنكبوت آية: ٢-٣.
٣ سورة البقرة آية: ٢١٤.
٤ سورة هود آية: ١١٨-١١٩.

<<  <   >  >>