ثم كان إلى جانب هذه الغزوات بكلمة الحق، تلك السيوف الماضية التي قامت بين يديها ومن خلفها من آل سعود، الذين باعوا أنفسهم لله، ذيادا عن دينه ودفاعا عن حرماته. وبهذا اجتمع للدعوة العنصران اللذان يكفلان لها النجاح، ويبلغان بها الغاية المرجوة منها، وهما: الداعية الذي ينطق بالحق، ويفصح عن دين الله، خالصا من كل شائبة، مبرأ من كل زيف. ثم مع هذا الداعية السيف الذي يضرب في وجوه الباطل، ويردع المبطلين.. والله تعالى يقول:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ١ وهكذا عرف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كيف يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، وفي هجرته، وفي بيعة الأنصار لنصرته، وفي مواجهة السيف بالسيف، حتى كان النصر والفتح، ودخول الناس في دين الله أفواجا. ولهذا كان نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب محسوبا على الناس بمنهج دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم - واقتفاء آثارها.. فكانت الكلمة أولا.. ثم كان السيف ثانيا لمن وقف في وجه كلمة الحق، وصد الناس عنها..
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ... ذرعا، وإن تلقه بالسيف ينحسم