أبي نواس الشاعر الماجن الذي كان لا يفيق من خماره، والذي يقول:
دع عنك لومي، فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
وأما الحرب الثانية: التي يدخلها الداعي إلى التوحيد مع مدمن البدع والضلالات فهي ما يقوم به دعاة السوء الذين يتجرون بهذه السموم من الدعاية لها والإغراء بها، وإلا فإن تجارتهم تلك بهذه السموم تبور، وتنقطع مواردهم الحرام منها.
عود على بدء:
ونعود إلى دعوة التوحيد التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وما واجه به هاتين الحربين من أسلحة كانت قوة في يد الحق الذي يدعو إليه. وهذا كتابه:"كشف الشبهات" وهو كتيب صغير الحجم، عظيم القدر، أشبه برسالة من تلك الرسائل الكثيرة التي كان يبعث بها إلى الأفراد والجماعات، كشفا لشبهة وردت عليهم من دعاة الضلال المتربصين بدعوة التوحيد، أو بلاغا لمن لم تبلغهم الدعوة. وأكثر ما شغل أعداء الدعوة، هو ما دعا إليه الشيخ رضي الله عنه من ترك تلك البدع الشركية التي كان عليها الناس في أيامه، من المعتقدات الفاسدة التي تفسد على المسلم دينه، وتغتال عقيدته، وذلك من بناء الأضرحة والقباب على المقبورين من الصالحين، أو ممن يدعى لهم الصلاح والولاية، ثم التوسل بأصحاب هذه الأضرحة وتلك القباب، وسؤالهم قضاء الحاجات، وكشف الضر، مع تقديم النذور لهم. وفي هذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه:"كشف الشبهات": "إذا جاز هذا -أي الاستعانة بالغير- في حق الأحياء، فإنه لا يجوز في حق الأموات.. لأن الموتى قد انقطع ما بينهم وبين الحياة والأحياء. "وليس ثمة فرق -في هذا الضلال- بين من يرجو البركة عند قبر ولي، وبين من