للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله. ثم يقول في تلك الرسالة: "والرسول صلى الله عليه وسلم، أخبرنا بأن أمته ستأخذ مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع. وثبت في الصحيحين وغيرهما، عنه صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة" ١، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.. الحديث ". "إذا عرف هذا، فمعلوم ما قد عمت به البلوى من محدثات الأمور، التي أعظمها الشرك بالله، والتوجه إلى الموتى، وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا الله، رب السماوات والأرض وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربان، والاستغاثة بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله. ثم يقول الشيخ رضي الله عنه في رسالته تلك، إلى شيخ الركب المغربي "وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها؛ لأنه سبحانه أغنى الأغنياء عن الشرك ٢ ولا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه، وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى ويشفعوا لهم، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب ٣.


١ القذة: الأذن.
٢ في صحيح البخاري يقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء من عمل عملا أشرك فيه معي غيري فهو لمن عمله» .
٣ يشير بهذا إلى قوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} سورة الزمر آية ٢ - ٣

<<  <   >  >>