للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وثالثا: هذا الخطأ الشنيع في الاستشهاد بالقرآن الكريم، فقد حرف كلام الله تعالى عن مواضعه، إذ يقول عن الله تعالى: القائل "من استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم، والله تعالى يقول: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ١.فأين قوله هذا الذي يدعيه على الله تعالى، من قوله سبحانه؟ وأكثر من هذا، فان هذا الجهول الداعي، لم يأت بجواب الشرط لما حرفه من كتاب الله تعالى، فإن قول هذا الداعي: "من استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" هو شرط، فأين جوابه؟ فإذا كان هذا الذي وقع فيه هذا المدعي من أخطاء لغوية ودينية في مفتتح رسالته وفي أربعة أسطر منها -فهل يمكن أن يأخذ هذا الجهول مكانا بين أهل العلم؟ وهل يكون من أهل المناظرة والمحاجة في الدفاع عن دين الله، كما يدعو؟ إنه -والحال كذلك- لا يكون إلا راية فتنة وإضلال للناس، يصدق فيه قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ٢. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ٣.


١ سورة البقرة آية: ٢٥٦.
٢ سورة الحج آية: ٣-٤.
٣ سورة الحج آية: ٨-٩-١٠.

<<  <   >  >>