للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا، وقد كان يكفينا من الرد على هذا المدعي للعلم، ما انكشف لنا من جهل بدين الله في مطلع رسالته، فلا يطول وقوفنا معه أكثر من هذا؛ لما يطلع علينا من كلام من هذا العفن، الذي يزكم الأنوف، ويخنق الصدور، مما يسيل من مزراب قلمه- كان يكفينا هذا، كما يقول المثل: "حسبك من شر سماعه" ولكننا -احتسابا لله، وإمعانا في خزي أهل الضلال وفضحهم- نمر على بعض المخازي التي عرضها صاحب هذه الرسالة، ليشهد الناس كيف تكون الجرأة على الله، وعلى دين الله من المتهوسين، وأدعياء العلم طلبا للشهرة، على حساب دينهم ومروءتهم. {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} ١.فصبراً صبراً، أيها المسلم على هذا البلاء، مهما تقرأ من هذا الهراء ... واقرأ ما يقوله هذا الأحمق الجهول في رسالته الشيطانية تلك، وما يرمى به في وجه الإسلام من زور وبهتان، غير متحرج ولا متأثم، ولا عابئ بمشاعر المسلمين وغيرتهم على دينهم. يقول هذا الملحد في ص: ٤٨ من رسالته: "إن أحكام الدين لا يمكن أخذها من الكتاب والسنة؛ لأن فيها الناسخ والمنسوخ، والخاص والعام، والمطلق والمقيد!! "وإن كتب الحديث لا يوجد فيها بيان، ولا إشارة تهدي إلى الصواب!! وإن من رجح حكما على حكم مستندا فيه إلى كتب الحديث، فإن ذلك ظن لا يفيد اليقين، بل يعد الأخذ به زندقة لا إسلامية!! "


١ سورة البقرة آية: ١٦.

<<  <   >  >>