ومن خلال البحث في السنة النبوية عن البكاء ودراسة موقف الرسول صلى الله عليه وسلم منه تبين أن الإسلام لا يخالف الفطرة بل يوافقها ويهذبها بما يعود عليها بالنفع فلو ترك المبتلى بفقد حبيبه يبكي بشدة تصل إلى درجة الانتحاب لازداد به البكاء حتى تنقطع نفسه وتتفتت كبده ولن يعيد البكاء فقيده، وسينقطع عن معاشه وعبادته، وهو في هذا كأنما يشكو ربه فإنه هو الذي قدر عليه وابتلاه.
وإذ أبحث في السنة النبوية وأضع هذه الأحاديث بين يدي القاريء مبينة حكم كل نوع من أنواع البكاء، آمل أن يعتني الباحثون في علم النفس الإسلامي بهذه الجوانب ويدرسوها ويطبقوها على الواقع ويستخرجوا النتائج التي تثبت للناس أن ما جاء به الدين هو الأصلح لهم، وليزدادوا إيمانا مع إيمانهم.
والله أسأل أن ينفع به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[المصادر والمراجع:]
١. أحكام القرآن، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص، دار الكتاب العربي، بيروت
٢. الأوسط، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، دار طيبة، الرياض، ط الأولى ١٤٠٥
٣. الأم لمحمد بن إدريس الشافعي، دار الفكر، ١٤١٠
٤. بدائع الصنائع، علاء الدين الكاساني، دار الكتاب العربي، بيروت ١٣٨٢ط الثانية
٥. بداية المجتهد ونهاية المقتصد، لمحمد بن أحمد بن رشد القرطبي، دار الفكر، بيروت
٦. البكاء عند قراءة القرآن، لعبد الله بن إبراهيم اللحيدان
٧. البكاء من خشية الله تعالى/ لحسين بن عودة العوايشة، دار بن حزم، الطبعة الأولى ١٤٢٣
٨. البيان والتحصيل، لأبي الوليد بن رشد القرطبي، دار الغرب الإسلامي، ط الثانية ١٤٠٨
٩. تخريج الأحاديث والأثار، لجمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي، دار ابن حزم، الرياض، ط الأولى ١٤١٤
١٠. التخويف من النارلأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، دار البيان، دمشق، ط الأولى ١٣٩٩