وكالة كليات البنات - الإدارة العامة لكليات البنات بالرياض
الأقسام الأدبية
* * *
البكاء
في الكتاب والسنة
بحث مقدم للحصول على التفرغ العلمي
* * *
إعداد:
د. رقية بنت محمد المحارب
أستاذ الحديث وعلومه المساعد بقسم الدراسات الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
[مقدمة]
الحمد لله الأول فليس قبله شيء، الآخر فليس بعده شيء، الظاهر فليس فوقه شيء، الباطن فليس دونه شيء، خلق فأبدع، وصور فأحسن، فتبارك الله أحسن الخالقين له الحكمة البالغة، وكل شيء عنده بمقدار، وصلى الله على نبي الرحمة المهداة، القدوة المجتباة، رسول رب العالمين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. ... أما بعد
فإن هذا الدين عظيم لم يبق شيئا من الحركات والسكنات والخطرات إلا بينه ونظمه فبين حلاله وحرامه ومباحه كما قال سبحانه:(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(١)
ومما اعتنى به الإسلام المشاعر البشرية، والخواطر القلبية والسلوك الظاهر، ومن ذلك البكاء وأعني به خروج الدمع من العين، وقد اعتنى المحدثون ببيانه وترجموا لأحواله بأبواب متعددة مثل (باب البكاء على الميت)(باب البكاء من خشية الله)(باب البكاء عند المريض)(باب البكاء عند قراءة القرآن)(باب البكاء في الصلاة) واعتنى به الفقهاء وعلماء السلوك فبوبوا له أبوابا وجعلوا له مسائل وفصولا لبيان أحكامه، وألف في ذلك مصنفات مفردة مثل كتاب "الرقة والبكاء" لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة٦٢٠هـ وكتاب " الرقة والبكاء" لعبد الله بن محمد بن عبيدة ابن أبي الدنيا رحمهما الله.
وهذا البحث استقراء لأنواع البكاء في الكتاب والسنة، سواء كان التعبير عنه لفظيا بأي تصريف من تصريفات الفعل (بكى) أو معنويا كالتعبير بالدموع أو وصف الحال بما يدل على البكاء كفيض العيون.