للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد تفتر النفوس وتركن إلى الدنيا فيقل بكاؤها وتجف دموعها؛ ولكن أبا بكر بقي على العهد لم تغيره الأحداث ولم تزده الأيام إلا رقة وخشوعا؛ لاسيما إذا كان يرتل القرآن بين يدي ربه وهو في صلاة، ولذا ازدادت رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استخلافه على الصلاة ولم يقبل اعتذار عائشة بنت أبي بكر عن أبيها بأنه رجل بكاء إذا صلى غلبه البكاء، وقد صح بذلك الخبر كما روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة: قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا" (١)


(١) صحيح البخاري كتاب الأذان/ باب أهل العلم أحق بالإمامة ج١/ص٢٤٠، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام ٢٥١، وباب هل يأخذ الإمام إذا شك ٢٥٢، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم ٦/٢٦٦٣،، والنسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء/ باب ذكر الاختلاف على أبي رجاء ٥/٤٠١،، والبيهقي في كتاب الصلاة / باب ما يؤمر به من أكل شيئا من ذلك أن يميته بالطبخ ٣/٧٨،، والدارمي باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ١/٥٢،، وأحمد ١/٢٠٩، ٣٥٦، ٥/٣٦١، ٦/٩٦، ١٥٩، ٢٠٢، ٢١٠،، وأبوعوانة في باب كراهية الألحان في القرآن ١/٤٤٤،، والربيع في المسند ١/٩٢،، والطبراني في الأوسط٢/١٢، و٦/٢٥٣،، وأبو يعلى ١٢/٦٢،، وإسحاق في المسند ٣/١٠١٩

<<  <   >  >>