للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما فرحنا بشيء فرحنا بظهور النجاشي" (١)

وقد يقسو القلب وتجمد العين فيتأبى الدمع، وحينئذ يضيق المرء بجفائه ويبحث في مبكيات تذيب تلك القسوة، فلا يجد أحسن من التباكي مع ترنيم القرآن والتغني به كما أخرج ابن ماجة في السنن من حديث عبد الرحمن بن السائب قال: (قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كف بصره فسلمت عليه فقال من أنت فأخبرته فقال مرحبا بابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا) (٢)


(١) أخرجه أحمد في المسند ١٨١٩٢،، والبيهقي في السير باب الأسير يستعين به المشركون على قتال المشركين ٩/١٤٤عن يونس بن بكير كلاهما عن ابن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد٦/٢٧: " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع "وقال أحمد شاكر: " إسناده صحيح" , وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/٤٣٣ وابن الجوزي في صفة الصفوة ١/٥١٥
(٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة/ باب حسن الصوت بالقرآن ج١/ص٤٢٤ عن عبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو رافع عن بن أبي مليكة عنه به،، وأخرجه البيهقي في كتاب الشهادات/ باب البكاء عند قراءة القرآن ١٠/ ٢٣١،، وفي شعب الإيمان فصل في البكاء عند قراءة القرآن ٢/٣٦٣ وأبو يعلى٢/٥٠،، قال الزيلعي: " ورواه كذلك أبو يعلي الموصلي والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما ورواه كذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر

وله طريق أخرى رواها إسحاق بن راهويه والبزار في مسنديهما من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اقرءوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " انتهى قال البزار لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وعبد الرحمن ابن أبي بكر هذا لين الحديث " تخريج الأحاديث والآثار ج٢/ص ٣٢٩.
قلت: في إسناد ابن ماجة أبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع، ضعيف، وتابعه عبد الرحمن ابن أبي بكر هو بن عبيد الله؛ لكن قال ابن حجر: ضعيف. فالحديث ضعيف والله أعلم.

<<  <   >  >>